زاد الاردن - حسان التميمي - عرض أحد المحسنين، على متسولة كانت تقف على باب مسجد بمنطقة حي رمزي بالزرقاء الحصول على راتب شهري مدى الحياة (180 دينارا) مقابل توقفها عن التسول، فاختارت التسول.
ويروي مصلون، أن جدلا بين إمام مسجد محمد بن راشد آل مكتوم ومتسولة، استوقف أحد المحسنين الذي توقف لأداء صلاة الظهر، فالمتسولة التي كانت تحمل بإحدى يديها رضيعا وبالأخرى كومة من التقارير الطبية كانت تبكي بحرقة لرفض إمام المسجد السماح لها بالدخول إلى حرم المسجد للتسول، وبينوا أن المحسن شعر بالأسى عندما أخبرته المتسولة بأنها أرملة لا تجد قوت يوم لأبنائها ولم تتمكن من توفير ثمن علبة دواء لرضيعها، وأنها جهدت للحصول على أي وظيفة فلم تجد، ما اضطرها إلى اختيار مهنة التسول، زاعمة أن التسول بالكاد يوفر احتياجات أسرتها. حيث عرض المحسن مساعدتها وتقديم راتب شهري 180 دينارا مقابل توقفها عن التسول، وطلب منها بوجود إمام المسجد عنوان سكنها ورقم هاتفها ليتمكن من تقديم مساعدة عاجلة.
عمر محمد وهو شاهد عيان قال، إن ادعاء المتسولة أنها تقطن في إحدى المناطق الشعبية المكتظة في الزرقاء أثار شكوك إمام المسجد، إذ تصادف أنه يعمل مع إحدى لجان مساعدة الأسر الفقيرة في تلك المنطقة، فطلب الإمام رقم هاتفها وطلب من المحسن التريث لحين التأكد من مدى حاجة المتسولة للمساعدة، وتابع عمر، أن المحسن تلقى اتصالا بعد ثلاث ساعات من إمام المسجد ليخبره بأن عنوان المنزل الذي قدمته المتسولة صحيح إلا أنها لا تسكن فيه بل تستأجره لغايات التسول، وأنها تمتلك منزلا في منطقة حي الضباط، مبينا أن المحسن اتصل برقم هاتف المتسولة إلا أنه كان غير مستعمل.
ولا تقف قصة المتسولة، وحيدة في هذا السياق؛ إذ يروي مواطنون العشرات من الحالات المشابهة لمتسولين ابتكروا وسائل وحيلا جديدة لاستجداء عطف الناس، كادعاء المرض أو الإعاقة أو التقارير الطبية، إضافة إلى التمثيل كادعاء فقدان المقدرة على الكلام أو استخدام أطراف صناعية.
ويؤكد مدير التنمية الاجتماعية في المحافظة الدكتور عبدالسلام الخوالدة، أن لجان مكافحة التسول كشفت العديد من حالات التسول المغلف بادعاءات كاذبة، حيث ضبطت متسولا يستخدم كرسي معوقين أثناء تسوله ثم يقوم بطيه ووضعه في المركبة التي يمتلكها وينطلق إلى مكان آخر، لافتا إلى وجود ثقافة حاضنة وداعمة للتسول تنبع من طبيعة المواطن الأردني الطيبة، حيث يمثل الإحسان وتقديم الصدقات والعطف على المساكين والشعور معهم سببا يدفع باتجاه تشجيع الظاهرة وتمادي المتسولين في الاستمرار بالتسول، إضافة إلى وجود فئة تمتهن التسول باعتباره عادة، وطريقا قصيرا لتحقيق ثروة.
وتابع الخوالدة، أن وزارة التنمية الاجتماعية تعمل على مدار الساعة في مكافحة التسول من خلال فرق ميدانية في كافة مناطق المدينة، مؤكدا أن أي طفل يضبط متسولا يحول إلى مركز رعاية المتسولين في الزرقاء.
ولفت الى أن مركز المتسولين يقوم بدراسة الأوضاع الاجتماعية للأطفال المحولين، ويضع الحلول المناسبة لها بحسب الإمكانات المادية المتوفرة.
وأوضح الخوالدة أن محافظة الزرقاء تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المتسولين الذين تم القبض عليهم، إذ بلغ عددهم العام 2008 حوالي 60 متسولا من بينهم 14 حدثا من خلال 61 حملة تم تنفيذها من قبل قسم الدفاع الاجتماعي.
ولفت إلى أن الربع الأول من العام الحالي شهد القبض على 89 متسولا منهم مكررون، من خلال فرق مكافحة التسول بالتعاون مع الأمن العام والحكام الإداريين.
ويقول الخبير التربوي زياد التميمي، إن ظاهرة التسول تؤثر على المجتمع من ناحية اقتصادية واجتماعية وأمنية، حيث يستغل بعض المتسولين المواطنين وخصوصا كبار السن في الإيقاع بهم في شرك عمليات النصب والاحتيال، لافتا إلى أن معظم المتسولين من فئة الأطفال وتليهم النساء وهي فئات يمكن أن تستغل ماديا وجنسيا.
وحذر التميمي من أن التسول يؤدي الى الحط من كرامة الإنسان ودفع الأطفال الى التسرب من المدارس وتعرض المتسولين الى حوادث دهس، خصوصا من يتسولون على الإشارات الضوئية بالإضافة الى تحول بعضهم من متسولين الى أصحاب أسبقيات بعد اختلاطهم بالمجرمين المحترفين.
ويوضح أحد المواطنين وهو زياد أحمد أن السهولة التي تميز مهنة التسول والمردود المادي الكبير الذي توفره يعدان من الأسباب الرئيسية لتزايد أعداد المتسولين، مبينا أن معظم الأماكن العامة كأبواب البنوك ومداخل المساجد، والأسواق والمحال التجارية الكبرى، أصبحت أماكن لممارسة التسول، لافتا إلى أن الظاهرة لم تعد على مستوى فردي، بل على مستوى جماعات.
وبين أن هناك من يقوم بإيصال المتسولين من النساء والأطفال وتوزيعهم على المراكز الحيوية بشكل يومي في المدينة، مطالبا "الجهات ذات العلاقة بالحد من الظاهرة التي باتت مقلقة وتشكل إزعاجا للمارة، علاوة على كونها تشكل مظهرا غير حضاري".
زينب، وهي معلمة تقول إن مهنة التسول تدر دخلاً يفوق رواتب الموظفين من دون أي عناء أو جهد أو ترخيص أو شهادات، وتروي أن شابا يرتدي ملابس أنيقة استوقفها بلباقة شديدة معتذراً عن الإزعاج الذي تسبب به زاعما أنه طالب في الجامعة، ثم طلب منها مبلغ ثلاثة دنانير للذهاب إلى إحدى الجامعات جنوبي المملكة بحجة أنه نسي محفظته في المنزل لتكتشف لاحقا أن الشاب ليس سوى متسول معروف في مجمع السفريات الخارجية.
الغد
ويروي مصلون، أن جدلا بين إمام مسجد محمد بن راشد آل مكتوم ومتسولة، استوقف أحد المحسنين الذي توقف لأداء صلاة الظهر، فالمتسولة التي كانت تحمل بإحدى يديها رضيعا وبالأخرى كومة من التقارير الطبية كانت تبكي بحرقة لرفض إمام المسجد السماح لها بالدخول إلى حرم المسجد للتسول، وبينوا أن المحسن شعر بالأسى عندما أخبرته المتسولة بأنها أرملة لا تجد قوت يوم لأبنائها ولم تتمكن من توفير ثمن علبة دواء لرضيعها، وأنها جهدت للحصول على أي وظيفة فلم تجد، ما اضطرها إلى اختيار مهنة التسول، زاعمة أن التسول بالكاد يوفر احتياجات أسرتها. حيث عرض المحسن مساعدتها وتقديم راتب شهري 180 دينارا مقابل توقفها عن التسول، وطلب منها بوجود إمام المسجد عنوان سكنها ورقم هاتفها ليتمكن من تقديم مساعدة عاجلة.
عمر محمد وهو شاهد عيان قال، إن ادعاء المتسولة أنها تقطن في إحدى المناطق الشعبية المكتظة في الزرقاء أثار شكوك إمام المسجد، إذ تصادف أنه يعمل مع إحدى لجان مساعدة الأسر الفقيرة في تلك المنطقة، فطلب الإمام رقم هاتفها وطلب من المحسن التريث لحين التأكد من مدى حاجة المتسولة للمساعدة، وتابع عمر، أن المحسن تلقى اتصالا بعد ثلاث ساعات من إمام المسجد ليخبره بأن عنوان المنزل الذي قدمته المتسولة صحيح إلا أنها لا تسكن فيه بل تستأجره لغايات التسول، وأنها تمتلك منزلا في منطقة حي الضباط، مبينا أن المحسن اتصل برقم هاتف المتسولة إلا أنه كان غير مستعمل.
ولا تقف قصة المتسولة، وحيدة في هذا السياق؛ إذ يروي مواطنون العشرات من الحالات المشابهة لمتسولين ابتكروا وسائل وحيلا جديدة لاستجداء عطف الناس، كادعاء المرض أو الإعاقة أو التقارير الطبية، إضافة إلى التمثيل كادعاء فقدان المقدرة على الكلام أو استخدام أطراف صناعية.
ويؤكد مدير التنمية الاجتماعية في المحافظة الدكتور عبدالسلام الخوالدة، أن لجان مكافحة التسول كشفت العديد من حالات التسول المغلف بادعاءات كاذبة، حيث ضبطت متسولا يستخدم كرسي معوقين أثناء تسوله ثم يقوم بطيه ووضعه في المركبة التي يمتلكها وينطلق إلى مكان آخر، لافتا إلى وجود ثقافة حاضنة وداعمة للتسول تنبع من طبيعة المواطن الأردني الطيبة، حيث يمثل الإحسان وتقديم الصدقات والعطف على المساكين والشعور معهم سببا يدفع باتجاه تشجيع الظاهرة وتمادي المتسولين في الاستمرار بالتسول، إضافة إلى وجود فئة تمتهن التسول باعتباره عادة، وطريقا قصيرا لتحقيق ثروة.
وتابع الخوالدة، أن وزارة التنمية الاجتماعية تعمل على مدار الساعة في مكافحة التسول من خلال فرق ميدانية في كافة مناطق المدينة، مؤكدا أن أي طفل يضبط متسولا يحول إلى مركز رعاية المتسولين في الزرقاء.
ولفت الى أن مركز المتسولين يقوم بدراسة الأوضاع الاجتماعية للأطفال المحولين، ويضع الحلول المناسبة لها بحسب الإمكانات المادية المتوفرة.
وأوضح الخوالدة أن محافظة الزرقاء تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المتسولين الذين تم القبض عليهم، إذ بلغ عددهم العام 2008 حوالي 60 متسولا من بينهم 14 حدثا من خلال 61 حملة تم تنفيذها من قبل قسم الدفاع الاجتماعي.
ولفت إلى أن الربع الأول من العام الحالي شهد القبض على 89 متسولا منهم مكررون، من خلال فرق مكافحة التسول بالتعاون مع الأمن العام والحكام الإداريين.
ويقول الخبير التربوي زياد التميمي، إن ظاهرة التسول تؤثر على المجتمع من ناحية اقتصادية واجتماعية وأمنية، حيث يستغل بعض المتسولين المواطنين وخصوصا كبار السن في الإيقاع بهم في شرك عمليات النصب والاحتيال، لافتا إلى أن معظم المتسولين من فئة الأطفال وتليهم النساء وهي فئات يمكن أن تستغل ماديا وجنسيا.
وحذر التميمي من أن التسول يؤدي الى الحط من كرامة الإنسان ودفع الأطفال الى التسرب من المدارس وتعرض المتسولين الى حوادث دهس، خصوصا من يتسولون على الإشارات الضوئية بالإضافة الى تحول بعضهم من متسولين الى أصحاب أسبقيات بعد اختلاطهم بالمجرمين المحترفين.
ويوضح أحد المواطنين وهو زياد أحمد أن السهولة التي تميز مهنة التسول والمردود المادي الكبير الذي توفره يعدان من الأسباب الرئيسية لتزايد أعداد المتسولين، مبينا أن معظم الأماكن العامة كأبواب البنوك ومداخل المساجد، والأسواق والمحال التجارية الكبرى، أصبحت أماكن لممارسة التسول، لافتا إلى أن الظاهرة لم تعد على مستوى فردي، بل على مستوى جماعات.
وبين أن هناك من يقوم بإيصال المتسولين من النساء والأطفال وتوزيعهم على المراكز الحيوية بشكل يومي في المدينة، مطالبا "الجهات ذات العلاقة بالحد من الظاهرة التي باتت مقلقة وتشكل إزعاجا للمارة، علاوة على كونها تشكل مظهرا غير حضاري".
زينب، وهي معلمة تقول إن مهنة التسول تدر دخلاً يفوق رواتب الموظفين من دون أي عناء أو جهد أو ترخيص أو شهادات، وتروي أن شابا يرتدي ملابس أنيقة استوقفها بلباقة شديدة معتذراً عن الإزعاج الذي تسبب به زاعما أنه طالب في الجامعة، ثم طلب منها مبلغ ثلاثة دنانير للذهاب إلى إحدى الجامعات جنوبي المملكة بحجة أنه نسي محفظته في المنزل لتكتشف لاحقا أن الشاب ليس سوى متسول معروف في مجمع السفريات الخارجية.
الغد