[size=24]
(بيارق الأمل)
(بيارق الأمل)
سناء أبو هلال
أخي في الله
عندما يأتيك فجر يوم جديد، و يبدأ الأولاد في اصطفاف الطابور الصباحي، ليتناولوا منك مصروفهم الصباحي ، ووجدت أن المبلغ الموجود في جيبك لا يكفي إلا لفلذة الأكباد ، فلا تحزن ، لأن بيرق الأمل موجود ، و رب العباد لن ينساك ، فالساعي على رزق عياله مرزوق بإذن الله .
و إن غادرت المنزل باتجاه العمل ، و صادفت سيئ الأخلاق، يجلس في سيارة ذات سرعة عالية ، و زامور ينبعث منها كجرس الإنذار ، و سمعت بأذنيك ألفاظا غير لائقة ،والتفت يمنة لتشاهد بأم عينيك مشاجرة أمام الباصات ، فلا تحزن ، فلا زال الطريق طويلا إلى عملك و ستصادف بشرا يحملون أخلاق راقية ،
ستجد صاحب الكلمة الطيبة ،من شرطي المرور، أو من بائع القهوة، أو من سائق التاكسي، أو من عامل في الطريق أو حتى من محتاج , و عندها يكون الخلق الطيب قد غطى على الخلق السيئ،
و إن حطت أقدامك مكان عملك، و هممت بالعمل لأجل الله، ووجدت حاسدا من الموظفين أو المراجعين يرمقك في عينيه، فلا تحزن، فقولك: ((قل أعوذ برب الفلق)) تكفيك إلى آخر النهار.
و إذا دعاك مديرك في العمل ليسألك عن تقصير سببه موظف آخر يغار منك ، فلا تحزن لأن الله معك و أنت إن كنت على حق ، فأنت الفائز ، ولا تيأس فهنالك الصديق الوفي الذي يدافع عنك ويدعو لك في ظهر الغيب ، والصداقة بيرق عظيم من بيارق الأمل .
وان البس الحق ثوب الباطل ، و زين الباطل و البس ثوب الحق ، فلا تحزن ، و دافع عن الحق ، فمالك الحق يدافع عما يملك ،ولا بد أن ينتصر الحق مهما علا الباطل و تزين ،وصوت الحق يتربع في بيرق الأمل ، فلا تيأس.
و إذا عدت إلى البيت بعد عناء العمل، و وجدت الشكوى من أم العيال، و العيال ،فاصبر، و لا تيأس، فأم العيال لها من المواقف ما تجعل من شكواها قشة في نهر الصبر والعطاء .
و إن وضعت راسك لتنام راحة من تعب النهار، فتعالت أصوات الجيران و الأولاد، و صوت المباريات يعلو في الحارات ، فلا تحزن ، فالقطن متوافر و الحمد لله لصم الآذان ، ولا تيأس فالصبر على أذى الجيران باب من أبواب الجنان ،وعندك من الجيران من هم كالبلسم يواسونك في كل مساء .
و إن استيقظت من نومك ، لتناول طعام الغداء، و بدأت مناورات الأطفال فلا تيأس ، فهؤلاء هم زينة الدنيا ، وهم بيرق من بيارق الأمل ، بصبرك و بتوجيهك الطيب .
و إن دق الباب على عجل لتجد الدائن يطلب الدين ،فلا تيأس ، و خاطبه بالحسنى و انوي خيرا ،وغدا يأتي ما في الحسبان ويرزقك الله الرزق الحلال .
وإذا جن الليل للمنام ، و تقلبت في فراشك، وأنت تفكر في يومك تماما كسائر الأيام،
تذكر قول الشاعر:
صغير يشتهي الكبرا
و كبير ود لو صغرا
و ذو عمل به ضجرا
و خال يبتغي شغلا
و رب المال في كدر
و في تعب من افتقرا
وتذكر لما سئل الإمام أحمد، متى الراحة يا أبا عبد الله ؟ فقال: لا راحة في الدنيا، إلا إن تضع قدمك اليمنى في الجنة.
لا تيأس ، لأنك لا زلت في صحة جيدة ، تستطيع أن تقوم الليل لتصلي ركعتين فيستجيب الله لك ، لا تيأس فبيارق الأمل تلوح بالفرج ، وإذا كانت الدنيا دار بلاء وامتحان ، فان الآخرة دار قرار وجزاء ورضا من المنان .............
سناء أبو هلال
Sana.abuhelal@yahoo.com[size=24][/size
Black]]]