على حطة إيدك
أكثر ما يميز المواطن الأردني بين جميع شعوب الأرض: الشجاعة، الكرم، النخوة، الأمانة، عزة النفس، حسن الضيافة- هذا واقع نعتز به - لكن أهم ما يميزه عن غيره من الأجناس: بأنه صاحب الرقم القياسي في استخدام عبارة: «على حطة إيدك»... في حال تعرض للسؤال عن وضعه أو تعرض لنوبة جس نبض طارئة..
وعليه، لا بأس - وقبل بدء الموسم السياحي- أن تقوم وزارة السياحة بتوزيع بوسترات ترحيبية بالضيوف، تظهر فيه أحدنا بلباسه التقليدي وبيده فنجان قهوة يقدمه لسائح غربي كدليل للكرم وحسن الضيافة على أن يكتب فوق البوستر «على حطة أيدك»..كترجمة واقعية للحوار.. وكسمة جديدة ومميزة للمواطن..
غالبا ..عندما يعود المغترب الى الوطن في إجازته السنوية،وحقائبه لا زالت في درجة البيت ولواصق شركة الطيران تتحلق حول مقابضها..وبينما إبريق الشاي بالهيل المعد خصيصا من باب التكريم يسكب في كوب الضيف القادم..كما تسكب في الجلسة عبارة «والله يا 100 أهلا وسهلا»...يكون هذا الضيف متلهفا لسماع أخبار أهله الجديدة وما يرافقها من تحسن في الأوضاع العامة...
- المغترب:يا جماعة.. عمي أبو يحيى شلون صحته؟.
- الأب: والله يابا على حطة إيدك!.
تبدأ بعدها موجه من التمني له بالشفاء ثم الوصول الى نتيجة مفادها «الله يعين الكبير»..
- المغترب بعد صفنة طويلة: صحيح..وين صرتوا بالعمار؟
- الأم : والله يمه من يوم ما نصبنا «الشمعات» بعدنا على حطة أيدك؟..
تبدأ بعدها موجه من التمني بالفرج ثم الوصول الى نتيجة مفادها: «كل شيء ينقص يخلص»..
- المغترب بعد دقائق: يسأل بلهفة! يوسف ..يوسف شلون شغله ؟
- أخوه الأكبر: والله يا خوي.. يوسف على حطة إيدك!..ثم يشاوره على مزيد من الشاي قائلا: كمان كاس؟..يقبل المغترب بكوب آخر ثم يبدأ برشف الشاي والتمني ليوسف بالتيسير والرزق ثم..الوصول الى نتيجة مفادها «اللي برضى بعيش».
وقس على ذلك وضع الفلاح :«على حطة أيدك»، التاجر، موظف الحكومة، الطالب الجامعي، الحرفي، ربات البيوت.. طلبات ديوان الخدمة، قطاع السياحة، الناتج المحلي، وبالتالي النمو الاقتصادي كله «على حطة أيدك».
كما تلاحظون لدينا إنتاج وافر من عبارة: «على حطة أيدك»، في كل المجالات وعلى كل الصعد..ومن هنا فلا بد من استحداث وزارة جديدة مستقبلا اسمها «وزارة على حطة إيدك» تعنى بالشؤون «الداقرة»...
اعتبروني مغتربا وعدت..
- (الأقاليم) و(الأجندة الوطنية) وين صارت؟.
- (أكاد أسمع صوتا أعرفه جيدا) يقول: على حطة إيد الحكومة.
أحمد حسن الزعبي
أكثر ما يميز المواطن الأردني بين جميع شعوب الأرض: الشجاعة، الكرم، النخوة، الأمانة، عزة النفس، حسن الضيافة- هذا واقع نعتز به - لكن أهم ما يميزه عن غيره من الأجناس: بأنه صاحب الرقم القياسي في استخدام عبارة: «على حطة إيدك»... في حال تعرض للسؤال عن وضعه أو تعرض لنوبة جس نبض طارئة..
وعليه، لا بأس - وقبل بدء الموسم السياحي- أن تقوم وزارة السياحة بتوزيع بوسترات ترحيبية بالضيوف، تظهر فيه أحدنا بلباسه التقليدي وبيده فنجان قهوة يقدمه لسائح غربي كدليل للكرم وحسن الضيافة على أن يكتب فوق البوستر «على حطة أيدك»..كترجمة واقعية للحوار.. وكسمة جديدة ومميزة للمواطن..
غالبا ..عندما يعود المغترب الى الوطن في إجازته السنوية،وحقائبه لا زالت في درجة البيت ولواصق شركة الطيران تتحلق حول مقابضها..وبينما إبريق الشاي بالهيل المعد خصيصا من باب التكريم يسكب في كوب الضيف القادم..كما تسكب في الجلسة عبارة «والله يا 100 أهلا وسهلا»...يكون هذا الضيف متلهفا لسماع أخبار أهله الجديدة وما يرافقها من تحسن في الأوضاع العامة...
- المغترب:يا جماعة.. عمي أبو يحيى شلون صحته؟.
- الأب: والله يابا على حطة إيدك!.
تبدأ بعدها موجه من التمني له بالشفاء ثم الوصول الى نتيجة مفادها «الله يعين الكبير»..
- المغترب بعد صفنة طويلة: صحيح..وين صرتوا بالعمار؟
- الأم : والله يمه من يوم ما نصبنا «الشمعات» بعدنا على حطة أيدك؟..
تبدأ بعدها موجه من التمني بالفرج ثم الوصول الى نتيجة مفادها: «كل شيء ينقص يخلص»..
- المغترب بعد دقائق: يسأل بلهفة! يوسف ..يوسف شلون شغله ؟
- أخوه الأكبر: والله يا خوي.. يوسف على حطة إيدك!..ثم يشاوره على مزيد من الشاي قائلا: كمان كاس؟..يقبل المغترب بكوب آخر ثم يبدأ برشف الشاي والتمني ليوسف بالتيسير والرزق ثم..الوصول الى نتيجة مفادها «اللي برضى بعيش».
وقس على ذلك وضع الفلاح :«على حطة أيدك»، التاجر، موظف الحكومة، الطالب الجامعي، الحرفي، ربات البيوت.. طلبات ديوان الخدمة، قطاع السياحة، الناتج المحلي، وبالتالي النمو الاقتصادي كله «على حطة أيدك».
كما تلاحظون لدينا إنتاج وافر من عبارة: «على حطة أيدك»، في كل المجالات وعلى كل الصعد..ومن هنا فلا بد من استحداث وزارة جديدة مستقبلا اسمها «وزارة على حطة إيدك» تعنى بالشؤون «الداقرة»...
اعتبروني مغتربا وعدت..
- (الأقاليم) و(الأجندة الوطنية) وين صارت؟.
- (أكاد أسمع صوتا أعرفه جيدا) يقول: على حطة إيد الحكومة.
أحمد حسن الزعبي