بسم الله الرحمن الرحيم
خليل وسعيد اصدقاء منذ الطفولة ، اعتادا على الذهاب في رحلات للصيد معآ حيث كان صيد الطيور والحيوانات من اهم هواياتهما .
ولكن لكثرة الانشغالات والزواج ورحيل خليل من منزله ليسكن بمنطقة اخرى خفت تلك الصداقة وانقطعوا عن الخروج للصيد سويآ.
وفي يوم من الايام التقى الصديقان بالصدفه في احد الاماكن ، وجلسا يتبادلان الحديث ويستعيدان ذكرياتهم الجميلة ومغامراتهم الشيقة،
وبعد حديث طويل دعا سعيد صديقه خليل لزيارته والاقامة عنده والذهاب معه في رحلة صيد صباحية لأصطياد طائر الحجل او الشنار كما كانا يفعلان سابقآ ،
ولكن خليل اراد الاعتذار بحجة ان العمر تقدم به ولم يعد بأمكانه صعود الجبال وملاحقة هذا الطير المعروف بسرعته وذكاءه واختياره لأعالي الجبال والهضاب مسكنآ له ،
فضحك سعيد لسماعه ذلك !
ورتسمت الدهشة على وجه خليل من تلك الضحكات!!
فقال له سعيد : انت ما عليك جيب البندقية وتعال واترك الباقي علي ، فزداد استغراب خليل !
فقال له سعيد بأنه يخبئ له مفاجئة ستدهشه ولن يحتاجا الى الذهاب والبحث عن الحجل بل هو من سيحضر اليهم !!
لم يصدق خليل ما سمعه ! ولكنه اراد ان يرى ما هي تلك المفاجئة التي تحدث عنها سعيد ، وفعلآ وافق على تلك الدعوة وتم تحديد الموعد.
وفي اليلة المتفق عليها ذهب خليل الى بيت سعيد للمبيت عنده لكي يخرجا صباحآ للصيد كما اتفقا سابقآ،
وعند الصباح بدأ الاثنان وضع اغراضهما وما يلزم لرحلة الصيد بالسيارة ، ومن بين الاشياء التي حملها سعيد بالسيارة قفص صغير مغطى بقطعة قماش !
استغرب خليل من احضار القفص واستفسر عن ذلك ، فقال له سعيد : اصبر راح تعرف بعد قليل !
وبعد وقت قليل وصلوا الى منطقة يعرفها سعيد ونزلا من السيارة واخذ كل منهما سلاحه والعتاد على نية البدء بعملية الصيد ، وقام سعيد بأخذ القفص معه ، وبعد مسافة قصيرة قام سعيد برفع الغطاء عن القفص ووضعه على الارض بين الشجيرات ،
لاحظ خليل ان هناك طائر حجل حي داخل القفص ! فقال لسعيد ما هذا ؟ كيف تربي طائر الحجل داخل قفص للعصافير ؟!!
فقال له سعيد : هذه هي المفاجئة التي اخبرتك عنها!!
هنا اخذ الشك يساور خليل بأن صديقه القديم ربما اصابه شيئ في عقله ! فقرر ان يجاريه حتى تنتهي الرحلة.
فطلب سعيد من خليل الجلوس والاختباء معه في بيت من القش اعده سعيد سابقآ ويطل على المنطقة التي ترك فيها القفص ،
وزدادت حيرة خليل واخذ يفكر ماذا يفعل وكيف يتصرف !! وسعيد ينظر اليه ويضحك مبتسمآ !!
وما هي الا دقائق حتى بدأ الصديقان يسمعان صوت طائر الحجل الذي بالقفص يصدح عاليآ ، وما هي الا لحظات واذ بعدد من طيور الحجل تحضر الى المنطقة !!
فما كان من سعيد الا ان وجه فوهة بندقيته بأتجاه الطيور وبدأ بأطلاق النار عليها واصطيادها ، ثم استدار نحو صديقه وقال : كيف هالمفاجئة ؟ لا حاجة لنا ان نتعب ونبحث عن الطيور بفضل هذا الطائر الذي بالقفص .
اذ ان هذا الطائر يقوم بأصدار صوته مناديآ على الطيور الاخرى ونحن بدورنا نصطادها ، وقف خليل مندهشآ من هول ما رأى وسمع !!
وبعد تفكير عميق قال لصديقه : اريد شراء هذا الطائر !!
فقال له سعيد: لا داعي ان تشتريه فسنخرج للصيد معآ دائمآ.
ولكن خليل اصر وقال : اريد شراء الطائر حالآ !!
وامام اصراره وافق سعيد على بيعه الطائر واتفقا على السعر ، وعندها قام خليل بتوجيه بندقيته نحو الطائر الذي بالقفص واطلق النار عليه عدة مرات ليقتله ويعريه من ريشه وجلده وينثر اشلاءه ودمه في كل مكان!!
فصرخ سعيد بوجه خليل وقال له : لماذا فعلت ذلك؟
فقال له خليل :
هذا مصير الخائن
الذي يخون اهله واخوانه ويوقع بهم ويقدمهم قربانآ الى عدوهم مقابل بعض الفتات او الطعام !!
مع الاحترام للجميع
اشرف اسعد