بعد ان راجعت حساباتي الختامية مثل الشركات الكبرى ،والمؤسسات الربحية ، قمت بإغلاق ميزانيات "المعابطة" للعام الماضي ، وفتح موازنات البقاء على قيد العيش أو قيد التفاهة للعام الحالي ..واقتنعت بأن زمن الشدّ على "الآباط" قد انتهى، وليس أمامي الاّ أن أقوم بمحاولات جادة لنزع فتيل الضمير:
لذا ، ألغيت من جهازي الخلوي كل مواعيد التذكير بالبرامج الحوارية واستبدلتها ببرامج "الطعوجة" و"الرشاقة" و"الهشّك بشك" ،شطبت "الجزيرة" وأضفت "غنوة" ، وشفّرت العربية وقدّمت "الذهبية" على قائمتي المفضّلة ، لم يعد يستفزني بناء جدار أو إغلاق معبر أو هدم منزل أو مصادرة أرض، ولم يحرّك بي ساكناً بكاء طفل في غزة ، او عتاب عجوز في هاييتي ،ولا شكوى يتيم في بعقوبة ، أو عويل أرملة في كابول ، كما لم يعد يعني لي شيئاً انهيار جزئي في جوار الأقصى ، أو انهيار كلي قرب كنيسة المهد ، هذا و قد قررت أن أصم أذني عن افتاءات المشايخ التي تلفّ مع المناصب مثل دوّار الشمس، وأن أفتح مسامعي على افتاءات الفنانات والمطربين الشعبيين التي تلتف مع الجماهير..
.. وزيادة في اليقين : دهنت شعر ذراعي صباحاً "بجلٍّ" خاص ، كي لا تنفر "قشعريرتي" اذا ما سمعت أغنية زهرة المدائن ، او اخترقني صراخ طفلة قطع المحتل طريقها ..وأبشّركم ، بعد مطاردة طويلة استطعت ان " أطّخ" جين التفاؤل الذي كان يسبح بدمي كلما سمعت كلمة مقاومة سواء في فلسطين أو العراق او لبنان أو أفغانستان أو في آخر آخر بقعة في الأرض..كما استبدلت طريقة النظر الى التالية اسماؤهم:تشافيز ، جالاوي، كاسترو،أردوغان ، جيفارا، ماوتسي تونغ، احمد ياسين..من عينين معجبتين..الى نصف عين مزدرئه..
بالمناسبة، لم اكتفِ بنزع فتيل الضمير وحسب ،بل قمت بتفريغ محتواه من "بارود الحماسة"..تمهيداً لبيعه لتجار الخردوات الصغار وعلى "الكيلو"في أقرب فرصة.
لكني برغم كل ما قمت به من انقلاب في المبادىء ومعاكسة في طريقة التفكير ، ما زلت أواجه مشكلة عويصة :
كلما حاولت أن اضع رأسي بين الرؤوس لأستجدي مثلهم: " قطّاع الرؤوس!!! أجد أن مواضع الرؤوس محجوزة ،والكل مشغول بتحديد "مفصل عنقه" قبيل قدوم السياف . إلى اللحظة ، احد لم يفسح لي او يبدلني مكانه على المذبح ..
***
ما من حل ّ أمامي الا أن اضع (ما تيسر ) في جيب "السياف"..ليعطيني دوراً متقدماً على المقصلة..
احمد حسن الزعبي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]